ســــــــــــــتار الجـــزائر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ســــــــــــــتار الجـــزائر

مرحبا بيكــــــــم في منتدي سـتار الجزائر


    أمنيات العام الجديد وهواجسه..الأمن والبطالة والهجرة على رأس القائمة..و ساعة الصفر

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 88
    تاريخ التسجيل : 11/01/2009
    العمر : 40
    الموقع : https://star-algeria.yoo7.com

    أمنيات العام الجديد وهواجسه..الأمن والبطالة والهجرة على رأس القائمة..و ساعة الصفر Empty أمنيات العام الجديد وهواجسه..الأمن والبطالة والهجرة على رأس القائمة..و ساعة الصفر

    مُساهمة  Admin 27/1/2009, 12:15

    عندما وصلت ريما إلى دبي قبل ثلاث سنوات ونصف سنة، كانت في الرابعة والعشرين من عمرها، وكانت تخطط لحياة مثمرة. راتب عال ودراسات عليا، وحياة مليئة بالحركة في مدينة «شبابية» كما كانت تصف دبي. لكن ما حدث هو العكس تماماً... في عام 2007 فقدت الرغبة في العمل نفسه وهي التي كانت موظفة في إدارة التطوير المهني في إحدى الشركات. باتت الشابة تعمل لمجرد العمل، لأن الحياة الاجتماعية التي ثبت لها تدريجياً ضيقها هنا كما صعوبة بناء الصداقات، أفقداها الحافز للحياة، فوقعت كما الكثيرين جداً من الشباب، في إحباط شديد، وانتهى العام على مشهد وحدة لم تتخيله أبداً، وهو مشهد وعدت نفسها بألا تكرره. وقررت ريما أن تبدأ دروساً في «اليوغا»، وهي الدروس التي باتت منتشرة بقوة في هذه المدينة للأسباب نفسها، كما ستستأنف الدراسة وتستعيد «حبها» للحياة.

    وقد تكون ميسون حنا (التي تعمل في وكالة إعلانات) حالة نقيضة في الظاهر لريما، لكنها في الواقع، هي نفسها، كل ما في الأمر، أن ميسون سبقت ريما بعام واحد. وغيّرت في عام واحد كل حياتها تقريباً، فبعد حالة الاحباط التي عاشتها طويلاً، بسبب العمل نفسه، والراتب نفسه، والمنزل والأصحاب أنفسهم، لأسباب تكاد توحّد تجربة كل البنات العاملات في الإمارات، قامت ميسون بالتغيير الجذري. فهي لم تبدل منزلها فقط، بل انتقلت من المدينة كلها، انتقلت من أبو ظبي إلى دبي، إلى عمل أفضل براتب أفضل، وانتهت من كل ديونها المتراكمة بما فيها التقسيطات، وتوقفت عن التدخين بعد نحو خمس سنوات من إدمانه. هذا التغيير الذي نجح في العام الماضي حفزها لوضع استراتيجية أخرى لعامها المقبل ولسنوات قليلة أخرى أيضاً. ففي هذا العام ستحل مشاكلها الصحية، التي أورثها اياها العمل لثلاث سنوات متواصلة في المكان نفسه، إذ كانت تعمل حتى الحادية عشرة ليلاً غالباً وبيوم عطلة واحد. كما ستبدأ بممارسة الرياضة وتحسين نوعية طعامها والحياة، واتباع الحمية الصحية. إضافة إلى البدء بإجراءات الهجرة إلى كندا، واستئناف دراساتها العليا.

    حياة جديدة بدأتها ميسون، من تلك اللحظة القصوى من الإحباط، هي نفسها اللحظة التي عاشتها ريما ويبدو أنها ستبدأ منها انطلاقة جديدة، ما يؤشر الى أن تجارب الفتيات المهاجرات، والعازبات منهن تحديداً، إلى الإمارات أشد قسوة، لأسباب الاجتماعية في شكل أساسي. فغالباً ما يقعن في حالات وحدة وإحباط تنعكس على مظهرهن واهتماماتهن. لكن يبدو أن الإمارات لا تسمح بتمديد غير محسوب لحالة الكآبة، لأن ايقاعها السريع، يسرّع أولاً مفاعيل الإحباط وأسبابه ووطأته ويوصل الشخص إلى لحظة «الصفر» الحاسمة. وأن لم تتصرف بسرعة «ستسحقك آلة المدينة»، تقول هيفا. وتضيف: «لا بد من أن تفعل شيئاً في لحظة ما وإلا قذفتك المدينة خارجها، فالإحباط هنا غير الإحباط في وطنك، هناك ستأخذ وقتك ويدعمك احتضان العائلة والأصدقاء فيبقيك على قيد الحياة. هنا، لا شيء يحميك، عليك أن تفعل شيئاً ما في لحظة ما، وهي غالباً ما تكون اللحظة الحاسمة».

    فعلاً الوضع أسهل قليلاً على الشباب من الشابات. وسام الشعار الذي يعمل مهندساً، وجاء إلى دبي في عمر الثانية والعشرين، وله فيها نحو خمس سنوات، اندفع بعجلة المدينة إلى تطوير نفسه في شكل تلقائي. فلم يضع أهدافاً محددة. كان يعمل بجد وحسب، فحقق الكثير خلال السنوات الخمس ووصل الى وضع مهني ومادي مرض. ولكن يبدو انه وضع لهذا العام هدفاً خاصاً، فعلى رغم كل ما يحصل في لبنان، ينوي أن يعاود وضع «قدم» ما فيه، ولم يحدد بعد شكل هذه العودة الجزئية، هل ستكون من خلال شراء منزل أو استثمار ما، ولكن عليه ان يبدأ من مكان ما: «أنا أرتاح في دبي اكثر من لبنان ولكن علي العودة في النهاية ولو في شكل جزئي».

    طبعاً هذا لا يعني أن الحياة وردية بالنسبة الى الشباب، فهم أيضاً، خصوصاً العازبين، يقعون في حالات اكتئاب تصل أحياناً الى حد الانطواء، كحال ربيع الذي يعمل في احدى المؤسسات الإعلامية في دبي. وانقطع ربيع عن كل أصحابه الذين كما يقول: «ثبت لي زيف صداقتهم». ولم يجد أصدقاء جدداً في المقابل، كما أنه لم يحرز أي تقدم مهني يرفع راتبه الذي ما عاد يكفيه، بسبب ازدياد كلفة المعيشة، عدا عن غياب أي ادخار يسمح له بالعودة إلى الأردن. فهو عالق هنا. وربيع عاجز حالياً عن وضع أي برنامج لعامه المقبل، حتى أنه متردد في شأن اتخاذ قرار بالتسجيل في ناد رياضي. لا حافز نفسياً لديه، لكن كما يقول، «أي فرصة عمل جديدة قد تكون كفيلة بتبديل حياتي».

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/6/2024, 15:44